بسم الله، والحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله.
الأخت الفاضلة : أسماء
أشكرك بدايةً لثقتك بموقعنا، وكتابتكِ إلينا، وأنا أتَّفقُ مع زوجك على أهميَّةِ تعزيزِ الثِّقةِ بالنفس عند طفلكما،
ولكن لا أتفق معه في الطريقةِ التي يُريدها لتحقيقِ ذلك ؛ إذ ليسَ صحيحاً أن يترك الطفل بدون رد فعل تتأكَّدينَ به من سلامته وعدم إصابته، ولكن أيضاً ليس إلى درجةٍ عاليةٍ تُلفتُ انتباه الطفل إلى طرق استثارتك، وبالتالي تُصبح عنده عادة، فالطفل يقع ويقوم، ويضرب ويضرب، ومن ثم يتصالح مع من ضرَبه وكأن شيئاً لم يكن.
ولا شكَّ أن الثِّقةَ بالنفس أمرٌ هام، وهي في الأصل تكون موجودةً في الطفل، إلا أن ننتزعها منه بتصرُّفنا الخاطئ، وبرسائلنا السلبيَّةِ له، ومُهمتنا هي تعزيزُ هذه الثقة، ويبدأُ التعزيزُ منذُ اليومِ الأول للولادة.
ومن نصائحي لك لتعزيز الثقة عنده ما يلي:
- زيادة جرعة الحنان للطفل، بالضمِّ والتقبيل، والقرب منه، وتحرِّي احتياجه وليس العكس، ولكن أيضاً بحسابٍ دقيق.
- تمليكه مهارات وأدواتِ التَّعاطي والتعامل مع البيئةِ المُحيطةِ من أشياءٍ وأفراد.
- عدم الاستثارة عند كل حادثةٍ بشكلٍ عنيف، بل تجمَّلي بالصبر، وراقبي بطرفِ عينك رد فعله، فإن كانت إصابته سليمة فبها ونعمت، فاتركي الأمر يمر، فلن يعلق على ذلك، وإلا تحرَّكتِ لتصحيحِ الموقفِ ودعمه نفسياً.
- توجيه رسائل إيجابية له، مثل: أنت ذكي، أنت وسيم، أنت شاطر، تُرتِّب سريرك بنفسك، أنت قويٌّ تعمل أشياءك بنفسك.
- عدم توجيه أي رسلة سلبية، مثل: أنت غبي، أنت مهمل، أنت كسول؛ لأن الرسالة مهما كانت سلبية أو إيجابية إذا تكرَّرت ست مراتٍ تترسَّخُ في العقلِ الباطن، وتصبغ الداخل والخارج بصبغتها.
- عدم مقارنته بأقرانه والحط من قدره بغرضِ تحميسه وتحفيزه.
- تجنب التَّوبيخ والتأنيب، وخصوصاً أمام أقرانه أو الغرباء.
- الابتعاد عن العُنفِ والضَّربِ في تأديبه.
- عدم تكليفه بما لا يطيق، وإعانته على ذلك.
اسأل الله ان يعينكم على تربيته