منهجية حلقات تحفيظ القرآن للشيخ محمد الدويش
إن الجهد المبذول في تربية شباب هذه الأمة
وأبنائها جهد كبير و إن الأوقات المبذولة في
ذلك أوقات كثيرة، يحتسب أولئك الرجال المخلصين
أوقاتهم وطاقاتهم بل
وحتى تفكيرهم لأجل هدف عظيم وغاية سامية
إنها إخراج جيل صالح يعيد لهذه الأمة المنكوبة عزها
ومكانتها، ولكي يعيدوا أبناء هذه الأمة
إلى الصراط المستقيم وتعبيدهم لله وحده.
إن من واجبنا أن نتساءل..
هل حققت هذه الطاقات والجهود الأهداف المطلوبة؟؟!!
هل أدت هذه الأعمال ثمارها؟؟!!
أم أنها جهود تذهب أدراج الرياح؟؟!!
إني أحسب أن الإجابة على هذا التساؤل هو أنها
ولله الحمد حققت أهداف كثيرة
وحققت غايات عظيمة ولكن!!
هل النتائج المحققة توازي الجهود المبذولة
و الآمال المرجوة أم أن هنالك بون شاسع
بين المدخلات والمخرجات؟!
الواقع الذي نحسه ونلمسه أن هناك جهود
وطاقات وموارد عظيمة جداً تبذل لأجل
تحقيق الأهداف ولكن النتائج لا تساوي
أو تقارب الجهد المبذول والآمال المرجوة...
من أجل ذلك كله فإننا ندعو الجميع إلى أن
نبحث عن الخلل ونستقصي المشكلة
لكي نرتقي بدعوتنا وتربيتنا ونوعية الجيل
الذي نريد إخراجه من أجل أن تكون أوقاتنا
وجهودنا وضعت في الفاضل وليس المفضول ...
إني في هذه العجالة أرى أن هناك أمراً مهماً
جداً لابد أن نعمل به في مجالنا التربوي ألا وهو
"المنهجية التربوية"..
دعونا نضرب المثل بطالب علم شمر عن ساعدي
الجد يحدوه الأجر الذي يسمع به والحرص على
تعليم نفسه العلم ورفع الجهل عنه
وبعد ذلك نفع الأمة... فبدأ يبحر في بحور العلم
يتخبط في مسيرته يبدأ بكبار كتب أهل العلم
ويترك صغارها.. قضى وقت طويل في ذلك لكنه
بدأ بلا منهج يسير عليه.. هل ترى سيخرج لنا
عالم فذ ينفع الأمة؟؟!!
لا أظن ذلك.. أما أنه لو سلك المنهجية الصحيحة
في ذلك لحصل في نصف الوقت مثل ما سيحصله
بدون منهجية في الوقت كله...
وقس على ذلك بقية الأمور..
إن من بعثرت الجهود التي نقع فيهامعاشر
المربين ومدرسي الحلقات أننا لا نعرف ماذا
سنقدم لذلك الطالب في السنة القادمة
أو في الفصل القادم أوفي الشهر القادم
بل حتى أحياناً في الأسبوع القادم!!!
فتجد الطالب غالباً ما يسمع مواضيع معينة كثيراً
ما تطرق عليه وقد تعاد في الفصل أكثر من مرة!!
أو قد يسلك معه أحد المربين منهجا معين ثم
ما يلبث و أن يتغير المربي و يأتيه مربي آخر
ويبدأ معه منهج آخر قد يعيد فيه كثير من الأمور
التي مر عليها من قبله.. وهكذا فيصبح الطالب
يعيش في دائرة لا يخرج منها.. فيخرج لنا
جيل هزيل في تربيته، ضعيف في أسسه وسلوكه...
إننا ندعو المربين أن يبدؤوا من الآن بوضع منهجية
يعملون بها في مؤسستهم التربوية يراعى فيها
الفروق الفردية بين الطلاب فترسم على مقاس
الضعيف من الطلاب بحيث يستطيع أن يمشي
فيها بلا انقطاع وتوضع أمور أخرى لمن يتميز من
الطلاب.و يترك فيها مجالاً لإجتهادات المربين
والمشاكل التي تطرأ في المجتمع
الخارجي و مجتمع الحلقة.
إننا نشبه هذه المنهجية بواقعنا التعليمي
فالطالب الذي يدرس في الصف الخامس ابتدائي
مثلا يأخذ المواد الفلانية بالمقدار الفلاني بحيث
إذا اجتاز تلك المرحلة انتقل إلى مرحلة أعلى
وأكثر علم بحيث أنها تختلف عن السابقة...