أوضح كثير من المختصين أن تزويد أفراد العائلة بمعلومات صحيحة عن التوحد، يعتبر من أهم العوامل التي تحدد أنماط تكيّف الأبناء مع أخيهم الذي يعاني من اضطراب التوحد. مما يعني أهمية أن يشرح الوالدان لأبنائهم ما يتوقعون أن يحدث للطفل المصاب باضطراب التوحد، وكيف يتعاملون معه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون المعلومات المقدمة للإخوة والأخوات صحيحة وتتناسب مع أعمارهم:
وفيما يلي المراحل العمرية للأطفال، الأخوة والأخوات للطفل المصاب باضطراب التوحد، مع تفصيل لكل عمر، وما أفضل السبل لتعريفه باضطراب التوحد، وكيفية وجوب معاملته لأخيه المصاب به.
1- الأطفال دون السنة السادسة من العمر: يحاول الأطفال في هذه السن الصغير، التعامل مع أخيهم كطفل طبيعي. خصوصاً إذا كان أصغر منهم. وفي معظم الأحيان يحكمون عليه من خلال سلوكياته على أنه ولد مزعج أو ولد طيب، وفي هذه السن لا ينبغي للأسرة أن تقول لهم: إن أخاهم مصاب باضطراب التوحد. ولكن يمكنها أن تقول: إن أخاهم يحب الدوران أو أنه غير قادر على الكلام أو لا يحب النظر إلى الآخرين.
2- الأطفال في سن 6 - 12 سنة: في هذه السن يكون لدى الأطفال مشاعر متضاربة، فهم يحبون أخيهم المصاب باضطراب التوحد في يوم، ولا يحبونه في يوم آخر، وأحياناً يصبح الطفل محباً لمساعدة أخيه أو أن يكون عنيداً ليحصل على اهتمام والديه. وفي هذا السن يبدأ الإخوان والأخوات بالشك في احتمال وجود خلل صحي لدى أخيهم، مما يستدعي مبادرة الوالدين بتعريف أبناءهم بالتوحد، وأنه ليس اضطراباً أو مرضاً معدياً، وأن سلوكيات أخيهم خاصة به ولن تظهر عليهم.
3- المراهقون من 13 – 18 سنة: في هذه الفترة يكون لدى الإخوة قدرة على فهم تفسيرات أكثر تعقيداً حول المشكلة، وقد تظهر لديهم مخاوف من أن ينجبوا طفلاً توحدياً عندما يتزوجون، وقد يكون وجود الأخ التوحدي مربكاً لهم في حياتهم اليومية، وقد يفقدون بعض الأصدقاء بسببه، لكن ينبغي على الوالدين حث الأبناء والبنات ليقفوا مع أخيهم التوحدي، وأن يقدم الوالدان المزيد من المعلومات عن التوحد، وأنه يمكن حدوث تحسن لأخيهم وأمثاله عن طريق المختصين في تعديل السلوك والتواصل واللغة والمختصين في التربية الخاصة. وأن التوحد إعاقة نمائية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي، وعلى التفاعل الاجتماعي والتخيل، وأن هناك مظاهر ترتبط بالتوحد، تتمثل في: انشغال الطفل بالنشاطات المتكررة، والحركة النمطية، ومقاومته للتغيير البيئي، ومقاومته للتغيير في الروتين اليومي، إضافة إلى الاستجابات غير الاعتيادية للخبرات الحسية