سيرة الدكتورة شمس راشد الالمعي
لقد خلق الله الخلق واصطفى منهم رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا كالمصاحف تمشي على الأرض
وكالمواعظ الصامتة ....إذا رآهم المؤمن اقترب من ربه وحاسب نفسه وزكى قلبه .. في حياتهم كانوا غيثا
هنيئا مريئا حيثما هلَّ نفع وبعد مماتهم أورد ربيع هو معهم وأزهر فكان لكل وارد جَنَّة ولكل سامع جُنَّة
وكانت في حياتك لي عظات ... فأنت اليوم أوعظ منك حيا
ومن تلك النماذج الداعية الصامته والصالحة المستقيمة الدكتوره شمس راشد الالمعي – أحسبها والله
حسيبها ولا أزكي على الله أحدا - أم المنذر التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى مغرب يوم الاربعاء ١١ / ٢
كانت حياتها دفتر دروس وكراسة عبر فهل من مدكر .. كانت نعم الطبيبة الداعيه بمركز الطب
حصلت على شهادة الطب بخارج البلاد كانت تعلم وتنشر الاسلام بخفاء وسريره وانتقلت لفرنسا للدراسه
ولم تمنعها الغربه عن الاعتزاز بدينها وحجابها فقد كانت تلبس نقاب ذو فتحة عين واحده واجهت من الاذى
ما الله به عليم تبادر بالصبر والمحبه وكظم الغيض انتقلت لبلجيكا ونشرت الاسلام بين طالبات الطب بجامعة ديفيد
تعلمهم احكام الصلاة والوضوء واخذت تنشر تعاليم الاسلام بخارج البلاد
ودرست بمركز الفلق بجده وحفظت كتاب ربها بإيام غربتها بخارج البلاد وهي ذاهبة لدراستها بالطب بالقطار
وبالسياره تحفظ كتاب ربها
اتت لبلاد الحرمين فقالت لزوجها هيا بنا لنذهب للحرم ونحمد الله ان اعادنا لبلاد الحرمين وكانت اول عودة
لها لبلاد الحرمين عودة فرح وسرور ان عادت لبلاد مهبط الوحي
انتقلت للرياض وجعلت بالمستشفى غرفة خاصه لمراجعة حفظها كانت لا تحب جلسات اللغو والاثم تناصح
والابتسامة تعلوا محياها
انتقلت الدكتوره شمس الالمعي الطبيبة النفسية لمنطقة ابها ( عسير ) وكانت الفرحة العظمى
ان وجدت لها من تعينها بدعوتها ودينها ووجدت نفسها بفريق انطلاقه الدعوي والذي اشتهر بتعداد المجالات فيه
انضمت الدكتوره شمس الالمعي لفريق انطلاقه الدعوي انضمت للجنة الاعلاميه ولجنة الاستشارات الاسرية
والنفسيه وكانت تعمل وتدعم بخفاء مع مشرفة الفريق لله درها تحكي احد عضوات فريق انطلاقه تقول
كانت امنا واختنا وطبيبتنا بفريقنا كانت لحظات غياب مسوؤلة الفريق كانت تسآل عن احوالنا وتلتمس ظروفنا
وتسعدنا وتشجعنا إن رأت منا جهد اثنت علينا وإن رأت تقصير ناصحتنا كم من مشاريع وقفت عليها
وكم من خبايا لها بالسر كانت تحب بشغف مجالس الذكر وتحضر بصمت
وتدعوا للمحاضرات التي تقام من قبل الادارة النسائية بالمكتب التعاوني بإبها وتنشر الاعلانات التي تصلها
وتدور بممرات المستشفى وتخبر الاخوات ان لم يعيق حضورها الدوام وكانت تأخذ المصحف بيدها
.. وتلك سجيتها فإذا رأت فتاة مقصرة في لباسها تسلم عليها بطريقة ملفتة ثم تقول لها بابتسامة يا حبيبتي
سأسلم عليك إذا عاهدتني بلباس ساتر لا تفارق من تقم بنصحه الا وقد رسمت الابتسامه والسعاده بقلب
المنصوح وكان لها الموقف أثر وتأثير بالغا في نفوس الكثير من الفتيات
لله درها كم من حلقات قرآنية تدعمها وكم من طفل رسمت الابتسامه على محياه وكم من ايتام كفلت
وكم من جهات خيرية دعمت .. وكانت كل يوم جمعه تتفق هي وصديقاتها المقربات لشراء هدايا وجوائز
لإطفال الحي و للمحافظ على الصلاة منهم ... يقول امام المسجد المجاور لبيتهم
وهو يظن أن زوجها وأبناءها على علم بذلك فيفاجأ بأنهم يسمعون الخبر لأول مرة فقد أخفت من خبايا الاعمال
عن أقرب الناس لها إخلاصا لربها وكأنما تمثلت قول الزبير بن العوام رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين قال :" من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " والطريف في الأمر أن أحد أبنائها ربما فاز
بأحد تلك الساعات لمحافظته على الصلاة فيأتي مبشرا أمه فتستبشر .. فما أجمل الإخلاص وما أبهى مقام
اللهم اغفر لها وارحمها وأدخلها جناتك جنات النعيم اللهم .. أبدلها داراً خيراً من دارها و أهلاً خيراً من أهلها ، و زوجاً خيراً من زوجها
اللهــــم .. آنسها في وحدتها ، و آنسها في وحشتها ، و آنسها في غربتها
اللهــــم .. أنزلها منازل الصديقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا
اللهــــم .. يمِّن كتابها ، و يسِّر حسابها ، و ثقِّل بالحسناتِ ميزانها ، و ثبِّت على الصراط أقدامها
وأسكِنها في أعلى الجنات ، في جوار نبيِّك و مصطفاك صلى الله عليه و سلم
اللهم .. أمِّنها من فزع يوم القيامة ، و من هول يوم القيامة ، و اجعل نفسها آمنةً مطمئنة
اللهــــم .. اجعلها في بطن القبر مطمئنةً و عند قيام الأشهاد آمنةً و بجود رضوانك واثقةً
و إلى أعلى علو درجاتك سابقة ً
اللهــــم .. اجعل عن يمينها نوراً ، و عن شمالها نوراً ، و من أمامها نوراً ، و من فوقها نوراً ،
حتى تبعثها آمنةً مطمئنةً
رحمك الله ام المنذر رحلت وتركتي بالقلوب اثر وبصمه
تعلمتي من غيرك فعلمتي ما تعلمتي رغم انك عشتي ببيئة غربيه واصلك سعوديه
لله درك احزنتي القلوب برحيلك